يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحة لكتاب الايمان ان الامام البخاري بدا بالايمان بعد الوحي لان جميع ما يتعلق بالاعمال مبني على الايمان والعقيدة فاذا لم يكن ايمان ولا عقيدة فلايقبل العمل .
ويُعرِف الايمان بأنه قول وفعل يزيد وينقص ويقول الشيخ بن عثيمين بان الامام البخاري لم يتكلم عن الاعتقاد الا اذا قلنا ان القول يكون قول بالقلب واللسان والفعل يكون كذلك باللسان والجوارح.
ويقول رحمه الله شرحا لما تقدما
الايمان مركب من اربع أشياء
اولا عقيدة القلب بدليل÷ثبت في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب المشهور بحديث جبريل « أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني عن الإيمان ، قال : ( أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره >[/
ثانياعمل القلب بدليل÷
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران175فالخوف عمل قلبي وكذلك الحياء
عند الترمذي وصححه الألباني من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ
ثالثا قول اللسان بدليل÷قال النبي صلى الله عليه وسلم : « الإيمان بضع وستون » ، وفي رواية : « بضع وسبعون شعبة ، فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان »حجتنا من هذا الحديث قول اللسان لااله الا الله[/size] .
رابعا عمل الجوارح بدليل ÷(وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )البقرة143حيث فسر اهل العلم المراد بالايمان في هذه الاية الكريمة بالصلاة الى بيت المقدس،ولنا في الحديث السابق دليل على عمل الجوارح وهو اماطة الاذى عن الطريق.
انتهى كلام الشيخ رحمة الله في هذه النقطة ويستطرد بعدها لاقوال بعض الفرق في الايمان لم نوردها هنا حتى لاتتشعب على القارئ الامور.
يقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ان الايمان وكما عرفه أهل السنة والجماعة: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، لا يحصل الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور، فمن ترك واحداً منها فإنّه لا يكون مؤمناً .