بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , والصّلاة والسّلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , وبعدُ :
فإنه لا يخفى على أحد من أهل بلادنا ما قد جرى من ملابسات ومغالطات في أمر الصيام, فعقدت العزم على نظم قصيدة تتعلق بهذا الأمر , ولستُ في قصيدتي مناقشا ما حصل من ناحية علمية , فإن لذلك أهلَه – ولستُ منهم - , وإنما حوى النظم كلاما عامّا , وبيانا لحال الفرقة التي حصلت , والتي من أعظم أسبابها : عدمُ اتباع الكتاب والسنة , ثم ذكرتُ في قصيدتي نصائحَ ووصايا موجزة , وأسأل الله أن ينفع بهذه القصيدة , وأن يجعلها ذخرا لناظمها يوم القيامة .
1) قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى هِلاَلٍ وَرُؤْيَةِ
وَذِكْرَى حِسَابٍ صَارَ أَقْبَحَ بِدْعَةِ
2)وَذِكْرَى بِلاَدٍ ضَيَّعُوهَا رِجَالُهَا
وَذِكْرَى أنَاسٍ قَدْ أصِيبُواْ بِحَيْرَةِ
3)عَلَى مِثْلِ ذَا يَبْكِي مُحِبٌّ لِدِينِهِ
وَفِي كُلِّ عَامٍ نَلْقَى عَيْنَ الْمُصِيبَةِ
4)فِإنْ جَاءَ شْهْرُ الْخَيْرِ وَالْبِرِّ وَالتُّقَى
رَأَيْتَ خِلاَفًا بَيْنَ أَهْلٍ وَإخْوَةِ
5) فَمَنْ صَامَ قَالَ الْمُفْطِرُونَ تَأثَّمُواْ
وَيَا وَيْلَهُمْ إنْ لَمْ يُنِيبُواْ بِتَوْبَةِ
6)وَمَنْ أفْطَرُوا قَالُواْ الْمَصَالِحُ تَقْتَضِي
مُوَافَقَةَ الْحُكَّامِ دَرْءًا لِفِتْنَةِ
7)وَلَسْتُ بِنَظْمِي نَاقِدًا أوْ مُخَطِّئًا
وَلَكِنَّنِي آسَى عَلَى حَالِ أمَّتِي
8)أمَا كَانَ يَكْفِينَا مِنَ الْخُلْفِ مَا أتَى
عَلَيْنَا بِأهْوَالٍ وَسُوءٍ وَنِقْمَةِ
9)وَلَمَّا رَأيْتُ النُّصْحَ خَيْرَ وَسِيلَةٍ
لإِحْقَاقِ حَقٍ بَلْ لِنَصْرِ شَرِيعَةِ
10)عَزَمْتُ عَلَى تَبْيِينِ نُصْحِي وَنَشْرِهِ
عَسَى اللَّهُ أنْ يَهْدِي بِقَوْلِي عَشِيرَتِي
11)وَأوَّلُ نُصْحِي لِلْوُلاَةِ فَإنَّهُمْ
بِأيْدِيهِمُ تَطْبِيقُ أمْرِ الشَّرِيعَةِ
12)وَلَوْلاَ بِأنَّ النُّصْحَ جَهْرًا مُخَالِفٌ
لأِمْرِ إِلَهِي بِالدُّعَاءِ بِحِكْمَةِ
13) وَأنَّ وُلاَةَ الأَمْرِ بِالسِّرِّ نُصْحُهُمْ
لأَعْلَنْتُ نُصْحِي بَلْ لأشْهَرْتُ قَوْلَتِي
14)وَنُصْحِي لإخْوَانِي بِأنْ يَتَعَقَّلُوا
وَألاَّ يَخُوضُوا البَحْرَ مِنْ غَيْرِ قُدْرَةِ
15)وَأنْ يَعْلَمُواْ أنَّ الأمُورَ لأِهْلِهَا
وَأنْ يَسْألُواْ الأشْيَاخَ مِنْ غَيْرِ فِتْنَةِ
16)فِإنْ يَسْألُواْ يَلْقَوْا جَوَابًا مَسَدَّدًا
وَإنَّ شُيُوخَ الدِّيِ لَيْسُواْ بِقِلَّةِ
17)وَأنْ يَحْرِصُوا أنْ يَأخُذُواْ الْعِلْمَ صَافِيًا
وَمِنْ أهْلِهِ لاَ مِنْ شُيُوخِ الْجَهَالَةِ
18)وَنُصْحِي لِطُلاَّبِ الْعُلُومِ جَمِيعِهِمْ
بِأنْ يَحْذَرُوا مِنْ مَكْرِ أهْلِ الضَّغِينَةِ
19)وَمِنْ مَكْرِهِمْ أنْ يَسْألُواْ لاَ لِيَعْلَمُواْ
وَلَكِنَّهُمْ يَسْعَوْنَ فِي نَشْرِ فِتْنَةِ
20)وَآخِرُ نُصْحِي لِلْجَمِيعِ وَصِيَّتِي
بِتَقْوَى إلَهِ الْحَقِّ بَارِي الْبَرِيَّةِ
21)وَيَا رَبِّ أصْلِحْ حَالَ أهْلِ بِلاَدِنَا
وَيَا رَبِّ وَفِّقْهُمْ لِخَيْرِ طَرِيقَةِ
22)وَأخْتِمُ قَوْلِي بِالصَّلاَةِ عَلَى النَّبِي
كَذَا الآلِ وَالأصْحَابِ أهْلِ النَّجَابَةِ
أسامة بن أحمد الليبي