اعتصام الاطفال (عصام قبيسي)
استنكاراً للهمجية الصهيونية المتغطرسة على الشعب الفلسطيني ورفضاً للحصار الاسرائيلي على اهلنا في غزة
نفذ "أطفال لرفع الحصار" اعتصاماً ومسيرة من ساحة الشهداء إلى مقر مبنى منظمة الاسكوا، حيث سلموا رسالة للامين العام للامم المتحدة جاء فيها:
سعادة الامين العام لمنظمة الامم المتحدة المحترم..
نحن الاطفال، باقة من ازهار لبنان، عشنا مأساة العدوان وصبرنا على آلام القصف واوجاع الدماء والدمار الذي أفقدنا اهلنا ومنازلنا وحاراتنا واصدقاءنا، ولكن لم
يستطع ان يسرق منا احلام الطفولة، فذقنا بفضل هذا الامل وهذا الصبر، طعم الطمانينة، وحلاوة الانتصار.
نحن نشعر ان تجربتنا، تتكرر في فلسطين، اطفالهم يفقدون الطعام، محاصرون في سجن كبير، فكيف يشعر بحلاوة المدرسة من لا سبيل له إلى الطعام؟ وكيف يفرح
باللعب من لا يجد أهله طريقاً إلى الدواء والشفاء؟ هذا ما نراه من بيوتنا وهذا ما نتألم له من وطننا وهذا ما نتذكره كلما شاهدنا اخاً لنا في فلسطين تحمله أيدي المشيعين
او تجلس امه إلى جوار سريره في المستشفى. فكيف نتناول الطعام وأيدي أصدقائنا لا تصل إليه؟ وكيف نطلب العلم ونحلم بالمستقبل وأطفال غزة جعلتهم آله الحديد
والنار لا يحلمون بالحاضر القريب.
يا اطفال العالم وكباره: نخاف ان تسقط الحجارة من أيدي اطفال فلسطين فيرجم الدهر بها كل المتخاذلين. نخشى ان تمهد ساعات الصمت إذا استمرت لزمن الانهيار
والسقوط. ألا نتحمل جميعنا بصمتنا مسؤولية السجن المخيف الذي يعيش الفلسطينيون؟
يا آباء الاطفال.. لو كانت المصيبة في ضيق السجن لكفى ذلك حزناً وألماً، ولكن طائرات العدو لا تغادر سماء غزة.. ورصاصه لا يفارق أسماع أبنائها وصورايخه
غير بعيدة عن رؤوسهم.
يا أيها الكبار إن بقي لكم من ضمير، إنهم يشقون ويتألمون ويعانون ويموتون وانتم تنظرون؟!.
يا أصحاب القرار، يا أهل الرأي والوعي، إن قلوبنا ما عادت تحمل ان ترى جراحهم.. وانفسنا ما عادت تطيق ان تنظر إلى دمائهم.. لذلك خرجنا وصرخنا وطالبنا،
وسنظل نصرخ حتى تعود البسمة إلى اطفال فلسطين.
أيها الضمير الانساني، إن الرجال مواقف، فهل تحول أطفال لبنان إلى رجال؟ ورجال غيره إلى اطفال؟
متى تطمئن قلوبنا بعودة الحق إلى اهله؟