قد وجب على كلّ واحد منكم الاشتغال بأمر من الأمور من الصّنائع والاقتراف وأمثالها. وجعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله الحقّ. تفكروا يا قوم في رحمة الله وألطافه ثمّ اشكروه في العشيّ والإشراق. لا تضيّعوا أوقاتكم بالبطالة والكسالة واشتغلوا بما تـنتفع به أنفسكم وأنفس غيركم كذلك قضي الأمر في هذا اللّوح الّذي لاحت من أفقه شمس الحكمة والبيان. أبغض النّاس عند الله من يقعد ويطلب. تمسّكوا بحبل الأسباب متوكلين على الله مسبّب الأسباب. فكلّ من يشتغل بصنعة أو احتراف ويعمل بها يعدّ عمله عند الله نفس العبادة. إن هذا إلاّ من فضله العظيم العميم.