نسائم الجنه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نسائم الجنه

http://www.zzrz.com/Allah.ani
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قطوف الايمان
مشرفة
مشرفة
قطوف الايمان


المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 22/10/2008

التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء Empty
مُساهمةموضوع: التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء   التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء Emptyالخميس أكتوبر 23, 2008 4:23 am

التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: التوحيد (الحلقة الأولى)

قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
[ نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له].


قال المصنف رحمه الله تعالى:

[ اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل، قال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59] وقال هود عليه السلام لقومه: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:65] وقال صالح عليه السلام لقومه:اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:73] وقال شعيب عليه السلام لقومه:اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:85] وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت [النحل:36] وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُون [الأنبياء:25] وقال صلى الله عليه وسلم:{أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله،وأن محمداً رسول الله} ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم؛ بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان، ومتفقون على أن من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقيب بلوغه، بل يؤمر بالطهارة والصلاة إذا بلغ أو ميز عند من يرى ذلك. ولم يوجب أحد منهم على وليه أن يخاطبه حينئذ بتجديد الشهادتين، وإن كان الاقرار بالشهادتين واجباً باتفاق المسلمين، ووجوبه يسبق وجوب الصلاة، لكن هو أدى هذا الواجب قبل ذلك، وهنا مسائل تكلم فيها الفقهاء: فمن صلى ولم يتكلم بالشهادتين، أو أتى بغير ذلك من خصائص الإسلام، ولم يتكلم بهما، هل يصير مسلماً أم لا؟ والصحيح أنه يصير مسلماً بكل ما هو من خصائص الإسلام. فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة} فهو أول واجب وآخر واجب] إهـ .

الشرح:

ابتدأ الماتن -رحمه الله تعالى- واضع العقيدة وهو الإمام الطحاوي بهذه الجملة:

[ نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له] .

فابتدأ العقيدة بالتوحيد، وهذا هو اللائق، لأن التوحيد هو أشرف وأهم فروع العقيدة، بل العقيدة كلها توحيد، والقرآن كله توحيد، فالتوحيد هو أول ما يجب، وأول ما يدعى إليه، وحول التوحيد كانت المعركة بين الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- وبين الأمم .

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] وقال تبارك وتعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] فهذا هو ما دعا إليه الأنبياء جميعا، دعوا إلى توحيد الله تبارك وتعالى حيث افتتحوا دعوتهم واختتموها بذلك. فإن الشرائع والتعبدات جميعاً إنما هي فروع وتوابع للتوحيد.

ومعنى كون التوحيد أول دعوة الرسل: هو أن كل نبي إنما يأتي قومه لينذرهم أنه لا إله إلا الله، ويحذرهم من عبادة الطاغوت.


وأما قوله: [وأول منازل الطريق وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل]، هذه العبارات استعارها المصنف من المصطلحات الصوفية ، فـالصوفية عندهم أن الناس ثلاثة أنواع: مريد -وهذا هو المبتدئ- ثم السالك الذي يسير في الطريق، ثم الواصل الذي وصل وسقطت عنه التكاليف، ووصل إلى حقيقة المعرفة كما يقولون .

وهذه الاستعارة إنما هي على سبيل التقريب، لأن كثيراً من الناس يظنون أن المصطلحات الصوفية ما هي إلا اصطلاحات فنية -أي عبارات أو معاني أو ألفاظ- أُطلقت على المعاني القلبية لنعرف بها هذه المدلولات، ويقول كثيرٌ منهم: إن التصوف هو شرح لحقيقة المرتبة الثالثة من مراتب الدين التي هي الإحسان .

هؤلاء القوم أي الصوفية يقولون -كما هو أصل ديانتهم في الهند -: إن بين العبد وبين الرب ألف مقام من الظلمة، يقطعها حتى يصل إلى النور أو التوحيد الذي هو عندهم المحو والفناء في ذات الله، بحيث تتحد نفسه بالباري، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .

وهذه المصطلحات نقلت إلينا على سبل، فنقلها بعضهم وهو من أهلها، ونقلها بعضهم على سبيل التقريب أو استعارة لاصطلاحات لا يؤمن بمدلولاتها، ونقلها بعضهم وهو لا يدري على أي شيء تدل.


فالنقطة الأولى: نقطة الانطلاق ونقطة البدء في حياة الإنسان ومعاملته وعبادته هي: توحيد الله تبارك وتعالى، فلا شيء قبله، ولا يقبل من العبد شيء إلا بعد أن يوحد الله تبارك وتعالى وأن يؤمن به سبحانه وتعالى، فهي أول دعوة الأنبياء، وأول ما يبدأ فيه الإنسان في عبادته لله تبارك وتعالى وهذه الأمة هي أمة التوحيد، وأبو الأنبياء جدنا الخليل إبراهيم عليه السلام هو إمام الموحدين، وهو الذي جاء بملة إبراهيم ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً [النحل:123] فهي الملة الحنيفية التي تقوم على التوحيد. ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ارتدت العرب إلى الشرك وعبدت الأوثان، وأشركت مع الله غيره، وعبدت المعبودات التي كان قوم نوح يعبدونها، فجاء بدعوة التوحيد وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وجاء بالسيف كما قال صلى الله عليه وسلم: { بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له } .

يعني: دعوة التوحيد هي موضوع المعركة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، -ومن هنا نعرف أهمية هذا العلم وأهمية معرفته، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث: { أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله } فهو بعث بالقتل والقتال حتى يعبد الله وحده تبارك وتعالى وذلك تحقيق منه صلى الله عليه وسلم لآخر ما أنزل الله تعالى من أحكام القتال. فالجهاد أول ما بدأ به كان إذناً فقط، فلم يكن أمراً مستحباً ولا واجباً أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصرِهِمْ لَقَدِيرٌ [الحج:39] فأذن الله تعالى للمؤمنين بالقتال بعد أن تحرقت قلوبهم وتشوقت إلى أن يقاتلوا الكفار، ثم استمر الأمر إلى أن وصلت المرحلة الأخيرة، وهي الأمر بالقتل لكل مشرك، وآخر مهلة للكفار في جزيرة العرب خاصة، أربعة أشهر يسيحون في الأرض، ثم بعدها تكون النهاية فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصد [التوبة:5] هذه الآيات آخر ما نزل في شأن الجهاد، وقال سبحانه وتعالى عقبها: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُم [التوبة:5] وقال بعد ذلك أيضاً: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11].


عدل سابقا من قبل قطوف الايمان في الجمعة أكتوبر 24, 2008 8:09 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قطوف الايمان
مشرفة
مشرفة
قطوف الايمان


المساهمات : 217
تاريخ التسجيل : 22/10/2008

التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء   التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء Emptyالخميس أكتوبر 23, 2008 5:01 am

فمنطوق الحديث: { أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة } هو نفس مدلول الآية: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُم [التوبة:5] وفَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11] -أي: وجبت لهم الأخوة- فمن لم يأت بهذه الأركان الثلاثة فلا أخوة له في الدين ولا يخلى سبيله، بل يقاتل، ولم يذكر الصيام والحج مع الشهادتين والصلاة والزكاة؛ لأن الصوم عبادة خفية لا يعلم بها ولا يطلع عليه فيقاتل عليها، لكن نقاتل ونقتل واحداً عرفناه بعينه، أو عرفنا أمة أو قرية أو طائفة امتنعت عنه، فنقاتلها قتال كفر وردة، كما أجمع الصحابة بعد المناظرة مع أبي بكر على أن يقاتلوا تاركي الزكاة كما يقاتلون المرتدين..

وقال عمر "[[لو لم نطع أبا بكر لكفرنا بغداة واحدة" ]] بعد أن تذكروا وتنبهوا إلى أنَّ قولَ أبي بكر : "[[والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" ]] هو نفس منطوق الآية: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ [التوبة:11]. والحج يجب مرة واحدة في العمر، ويجب على من استطاع الزاد والراحلة، وهذا لا نستطيع أن نعرفه -أيضاً- بسهولة، لأننا لو جئنا وقلنا لأمة من الأمم لم لا تحجون؟ قالوا: نحج السنة القادمة -إن شاء الله- أو بعدها فلا نستطيع أن نقاتلهم، لكن لو قالوا: لا لن نحج هذا البيت أبداً، لحكمنا بأنهم كفار، وقاتلناهم قتال كفر وردة . فهذه الأركان الأساسية الثلاثة التي هي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهو الركن الأول، وإقام الصلاة وهو الركن الثاني، وإيتاء الزكاة وهي الركن الثالث الذي ورد النص صريحاً في المقاتلة عليها، لأنها هي التي تعطي الطابع العام للمجتمع أو للفرد، أما الحج والصوم فهذا حكمه بينه وبين ربه، بخلاف الصلاة فنقاتله ونقتله إن أصر على تركها، وكذا الزكاة نقتله أو نأخذها منه قهراً، فإذا أخذنا الزكاة منه قهراً وسكت وهو في قلبه كاره لذلك؛ فهو منافق بينه وبين ربه، لكنه في الأحكام الدنيوية الظاهرة مسلم، وزكاته أخذناها منه قهراً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: { إنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا } .

والإمام البخاري -رحمه الله تعالى- لما وضع كتاب التوحيد، ذكر فيه أول ما ذكر حديث معاذ لما بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال له:{ إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، أو إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب من اليهود، فليكن أول ما تدعهم إليه عبادة الله } وهذا يدل على دقة فهم البخاري ، وفقهه في تراجمه وتبويـباته.

فهذه روايات صحيحة وثابتة في البخاري ، وبعضها في مسلم في ألفاظ حديث معاذ :

الرواية الأولى: { فليكن أول ما تدعهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات } .

الرواية الثانية: { فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله } .

الرواية الثالثة: { فليكن أول ما تدعهم إلى أن يوحدوا الله، فإذا عرفوا ذلك، فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات } . فمن مجموع هذه الروايات نفهم أن أول ما يجب أن يدعى إليه هو التوحيد، وهو شهادة أن لا إله إلا الله. فالتوحيد هو أول ما ندعو إليه، وعلى جميع الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى في كل زمان ومكان أن يبدؤوا دائماً بالتوحيد. فإن ذهبنا إلى قوم لا يعرفون التوحيد، فأول ما ندعوهم إليه التوحيد، فإذا قالوها علمناهم معناها ولوازمها، ومقتضياتها وحقوقها وفروعها، وإن ذهبنا إلى قوم يقولون أو يشهدون أن لا إله إلا الله، فندعوهم أن يصححوا عقيدة التوحيد إن كان فيها خلل أو خطأ، ولاشك أنه مع تطاول القرون، ومع دخول كثير من العجم وغيرهم في هذا الدين، ومع انتشار الجهل وفشو البدع والضلالات، صارت عقيدة التوحيد فيها غبش يتفاوت كثرةً بحسب البلدان.

فأول ما ندعوا إليه المسلمين هو تصحيح عقيدة التوحيد، وأول ما ندعو إليه غير المسلمين هو عقيدة التوحيد .

فمثلاً: إذا ذهبنا إلى أوروبا فأول ما ندعو إليه التوحيد، لا نناقش ابتداءً في المشاكل الاجتماعية التي يعيشها الغرب إلا في حالة واحدة وهي: أن نناقشها لنربطها بحقيقة التوحيد.

ثم ذكر الإمام البخاري -بعد حديث معاذ - حديث فضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فذكر حديثين:

الحديث الأول: {إنها لتعدل ثلث القرآن } .

والحديث الآخر: { أن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟

فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه } .

وذلك لأنه أحب صفات الله عز وجل، فمن هنا نعرف أهمية توحيد الأسماء والصفات .

فـالإمام البخاري رحمه الله عقد كتاب التوحيد، وافتتحه بهذين المضمونين: مضمون توحيد الألوهية الذي هو حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، ومضمون توحيد الأسماء والصفات الذي هو حديث فضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .

يقول المصنف رحمه الله تعالى: [ ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله ] .

أول ما يجب على كل مخلوق خلقه الله عز وجل هو: شهادة أن لا إله إلا الله، هذا أول الواجبات.

ولا شك أن شهادة أن لا إله إلا الله أول الواجبات، ولها معنيان، وكلا المعنيين حق:

الأول: أنها أول الواجبات، بمعنى أول ما ندعو إليه من الواجبات، وأول ما نبدأ به هو: شهادة أن لا إله إلا الله .

والثاني: أنها أول الواجبات، بمعنى أهم الواجبات وأعظم شيء. إذاً هي أول ما نبدأ بها، وهي أعظم شيء .

فأول ما يأتينا الكافر ليدخل في دين الإسلام ندخله من باب شهادة أن لا إله إلا الله، وآخر ما نطلبه من الإنسان عند الموت هو شهادة أن لا إله إلا الله، -أي التوحيد-.

فإذا عرفنا أن التوحيد هو أول الأمر وآخره عرفنا أهميته. فهو الأول من ناحية الابتداء، والأول من ناحية الأهمية .

قال المصنف رحمه الله تعالى:

[ لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشك كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم ] .

اختلف الناس في قضية أول واجب على المكلف، وهذا الاختلاف هو لأهل البدع الذين خرجوا عن كتاب الله وعن سنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم، وأعرضوا عن هذه الآيات العظيمة التي مرت بنا -على كثرتها- وأعرضوا عما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم رسله، وأخذوا بالنظر العقلي المجرد.

فقالوا: أول ما يجب هو معرفة الإله .

ونقول لهم أما إذا كان المقصود بالمعرفة عندكم معرفة أسماء الله وصفاته وحقه على العباد وحق العباد عليه سبحانه وتعالى فهذه لا خلاف فيها، ولذلك جاء في رواية للبخاري في كتاب الزكاة { فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات } فمعرفة الله هي: ذات التوحيد، لكن التوحيد أو المعرفة عندنا غير المعرفة العقلية عندهم، فهم يريدون معرفة عقلية فلسفية نظرية.

مثلاً يقول المعتزلة : يجب عليه أن يعرف الأصول الخمسة:

ا-العدل.

2-التوحيد.

3-الوعد والوعيد.

4- المنزلة بين المنزلتين.

5-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولهم على كل واحدة منها تأويل وتفسير.

فمعرفة الله -كما وضعوا- تعني معرفته ذاتاً مجردة من جميع الصفات كما يريد الجهمية ، أو معرفته بماله من أسماء، ولا يثبت له أي صفة أبداً كما يقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
o7eb-rasoll_allah
مشرفة
مشرفة



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 23/10/2008
العمر : 40

التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء   التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء Emptyالسبت أكتوبر 25, 2008 5:35 am

جزاكِ الله خيرا وحفظ الله الشيخ ونفع به الامة

اللهم اجعلنا من الموحدين و من المخلصين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التوحيد هو نقطة البدء والانتهاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نسائم الجنه :: منتدى الدروس :: دروس توحيد وعقيده-
انتقل الى: